Page 81 - web
P. 81

‫‪438‬‬

     ‫والولايـات المتحـدة الأميركيـة في واقـع‬         ‫التقليديـة في عـدة نقـاط‪ ،‬ربمـا أهمهـا صغـر‬   ‫مـن الواضـح تاريخيـاً أن الفكـرة أميركيـة‪،‬‬
     ‫الأمـر‪ ،‬أقـدم بكثري من‪ ‬حـرب فيتنـام‪ ،‬فقـد‬                                                     ‫وقـد كانـت الحاجـة إليهـا ماسـة في نهايـة‬
     ‫تأسسـت بعـد الحـرب العالميـة الأولى‪،‬‬            ‫حجمهـا‪ ،‬وقلـة وزن الذخائـر التـي تحملهـا‪،‬‬     ‫السـتينيات وأوائـل سـبعينيات القـرن‬
     ‫وتطـورت تدريجيـاً إلى أن وصلـت إلى وضـع‬         ‫غري أن هـذا القصـور ُيعـوض مـن خلال‬           ‫المـاضي‪ ،‬وبالتحديـد خلال أزمـة حـرب‬
     ‫الاسـتخدام العملي في أوائـل السـتينيات‬          ‫متفجـرات شـديدة الفاعليـة والخطـورة معـاً‪.‬‬    ‫فيتنام‪ ،‬والصراع الدائر هناك في الأحراش‪،‬‬
     ‫على يـد مهنـدس الطريان الإسـرائيلي‪،‬‬                                                           ‫مـا اسـتدعى مواجهـة غري تقليديـة‪ ،‬لعبـت‬
     ‫أبراهـام كاريـم الـذي بـدأ عملـه مـن مـرأب في‬   ‫الدرونـز يتـم تشـغيلها عـن بعـد‪ ،‬مـا يعطـي‬    ‫فيهـا تلـك المسريات دوراً فاعلاً‪ ،‬بـل وناجـزاً‬
                                                     ‫مجـالاً واسـعاً للمنـاورة والمـداورة‪ ،‬في حين‬
                            ‫ولايـة كاليفورنيـا‪.‬‬                                                                                ‫على دمويتـه‪.‬‬
     ‫كانـت وكالـة مشـروعات البحـث الدفاعـي‬           ‫مجـال الطائـرات التقليديـة يـكاد يكـون‬        ‫وفي توقيـت مقـارب‪ ،‬ولأن الترسـانة‬
     ‫المتقدمـة والمعروفـة باسـم «داربـا»‪ ،‬هـي مـن‬    ‫محـدوداً‪ ،‬تطري الدرونـز بسـرعة أبطـأ‪،‬‬         ‫العسـكرية الأميركيـة‪ ،‬على الـدوام متاحـة‬
     ‫قدمـت المنحـة الماليـة اللازمـة لإكمـال البحـث‬  ‫وتسـتهلك وقـوداً أقـل‪ ،‬وهـذا يعتبر عنـد‬       ‫لإسـرائيل‪ ،‬فقـد حاولـت القـوات الجويـة‬
                                                     ‫التقنيين العسكريين ميزة لا عيباً‪ ،‬إذ يمكنها‬   ‫الإسـرائيلية اسـتخدام تلـك المسريات في‬
                                      ‫العلمـي‪.‬‬       ‫مـن أن تبقـى طويلاً في الجـو‪ ،‬مـا يحقـق لهـا‬  ‫حـرب السـادس مـن أكتوبـر (تشـرين الأول)‬
     ‫عبر بضعـة عقـود باتـت الولايـات المتحـدة‬                                                      ‫عـام ‪ ،1973‬إلا أن كافـة محاولاتهـا أخفقـت‬
     ‫ومـن دون منـازع‪ ،‬سـيدة الدرونـز‪ ،‬عبر‬            ‫فاعليـة أوسـع في اصطيـاد أهدافهـا‪ ،‬ومـن‬       ‫بسـبب وجـود حائـط الصواريـخ المصـري‪،‬‬
     ‫شركتها الأشهر «جنرال أتوميكس» صانعة‬                                                           ‫الذي أسقط الطائرات الإسرائيلية المهاجمة‪.‬‬
     ‫الدرونـز الأكثر شـهرة‪ ،‬والأشـد فتـكاً في‬        ‫هنـا يمكـن القـول إن البحـث عـن الأهـداف‬      ‫تختلـف الدرونـز عـن الطائـرات المقاتلـة‬

                              ‫مياديـن القتـال‪.‬‬       ‫وإطلاق النـار همـا الاسـتخدامان الرئيسـان‬

                                                         ‫للطائـرات العسـكرية بلا طيـار اليـوم‪.‬‬
                                                             ‫أميركا والدرونز‪ ...‬دوماً في المقدمة‬

                                                     ‫‪ ‬تبـدو العلاقـة بين الطائـرات الدرونـز‬

     ‫‪81‬‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86